الأحد، 10 يناير 2016

الناشر الجديد وتحديات المهنة

يفاجأ الناشر الجديد بالاعتذار عن مشاركته في المعارض! وتبدأ أعراض الاحباط والتذمر والاحساس بعدم الامكانية في الاستمرار.
ولكن هل سأل الناشر نفسه ما سبب الرفض المتكرر في المعارض أو محافل الكتب ؟
مشكلة بعض الناشرين الجدد لا يؤمنون بأن الزمن تغير، والجيل القارئ أيضا تغير، فمازال يتبع القديم ويعمل على التقليد أكثر من الجديد، ويعتقد بل ويصر بأن انتاجه لا يوجد في عالم النشر مثيل له. فكل يرى نفسه مبدع، وبأنه يقدم رسالة جديدة في عالم النشر، ولا تنحصر هذه المشكلة فقط في الناشرين الجدد ولكن تنتقل أيضا عند بعض الناشرين القدامى فهم مازالوا يحتفظون بنفس طريقة العمل في الزمن القديم ويرفضون التغيير وبالتالي يتم رفضهم أيضا في معارض ومحافل الكتب.
من خلال تجربتي في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠١٥ وعندما قمت بجولة على الناشرين الشباب الجدد لاحظت الفرق بين الذي يعمل والذي لا يعمل، بين المبدع والمقلد، وتحمست كثيرا مع بعض الناشرين الشباب ولمست منهم الرغبه في التغيير والابداع وتقديرهم لمنتجهم والتعب عليه حتى يظهر بالصورة اللائقة.
عندما تنظر عزيزي الناشر الى معارض الكتب فهي مختلفة في الادارات ومختلفة في اختيار الناشرين فبعضهم انتقل من مرحلة القديم الى الجديد وأصبح يفضل الناشر المبدع عن الناشر المقلد " ولا أقصد بالتقليد أي طباعة نفس المحتويات ولكن التقليد في طريقة العمل على انتاج الكتب" وأصبح هناك فكر متجدد في ادارات المعارض يجعل من الادارة تعيد النظر في انتاج الكتب، فكيف تقنع هذه الادارات بانتاجك؟ الجواب بكلمة واحدة: "الابداع".
متى وصلت الى مرحلة الابداع في الانتاج وتألقت به زادت فرص ظهورك في المعارض، وزادت فرص معرفة الادارات والجمهور بك، فلا ضير أن تبدأ صغيراً، ولكن هناك فرق بين أن تبدأ صغيرا مقلدا وأن تبدأ صغيرا مبدعا، كم من الناشرين بدؤوا في المهنة وتراجعوا وكم منهم مازال يحارب حتى يصل.
التحديات كثيرة، وللاسف الجيل الجديد ليس جيل قارئ للكتاب أكثر ما هو قارئ للتكنولوجيا، فهذه من أهم مشكلات النشر في عصرنا الحالي، فكيف لك عزيزي الناشر الجديد أو القديم أن تغزوا عقول هذا الجيل ؟
لا تيأس عزيزي الناشر وانما ابحث عن ما هو جديد، شارك في المعارض حتى لو كانت مشاركة اسميه بالحضور الشخصي فقط لاطلاع وزيادة المعرفة، شارك في المؤتمرات التي تهتم بخدمة النشر، شارك في ورش العمل، تابع التكنولوجيا الجديدة تابع الجيل الجديد، كيف يفكر، ما هي اهتماماته، ان كنت تنوي أن تخرج الى النور فلا تيأس ولا تنتظر فالسعي هو من أهم مقومات النجاح.
ولا تنسى هناك من ينتظر منك الجديد سواء في ادارات المعارض أو من الجمهور القارئ فلا تبخل عليهم بابداعك.


هناك تعليق واحد:

  1. كلمات من ذهب بس برضه المشاركه الشخصيه مكلفه بالنسبة للناشر الجديد وخصوصا اصحاب الميزانيات المحدودة انا اقترح ان تخصص قناة رسمية للمعارض علي اليوتيوب لعرض الندولت لتحقيق اوسع انتشار واستفادة ودمتم مبدعين

    ردحذف